فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{دعاء} مصدر دعا يدعو باب نصر، وفيه إبدال الواو همزة، أصله دعاو، جاءت الواو متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وهذا شأنها في كلّ لفظ كذلك.
{نداء} مصدر نادى الرباعيّ وهو مصدر سماعيّ، وفيه إبدال الياء همزة، جاءت الياء متطرّفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وهذا شأنها أبدا في كلّ لفظ كذلك.
{صمّ بكم عمي} انظر الآية (18) من هذه السورة.

.البلاغة:

1- في الآية تشبيه تمثيلي: حيث مثل الذين كفروا فيما ذكر من انهماكهم فيما هم فيه وعدم التدبر فيما ألقي إليهم من الآيات كمثل بهائم الذي ينعق بها وهي لا تسمع منه إلا جرس النغمة ودوي الصوت. وقيل المراد تمثيلهم في اتباع آبائهم على ظاهر حالهم جاهلين بحقيقتها بالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفهم ما تحته. فهو تشبيه صورة بصورة.
فقد شبه الكافرين لدى دعوة الرسول لهم بالغنم المنعوق بها. وقيل إنه شبه الداعي والكافر بالناعق والمنعوق.
2- الاستعارة التصريحية: في تشبيه الكافرين بالصم والبكم والعمي وحذف المشبه وإبقاء المشبه به.

.[سورة البقرة: آية 172]:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)}.

.الإعراب:

{يا أيّها} سبق إعرابها، {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أيّ {آمنوا} فعل ماض وفاعله {كلوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {من طيّبات} جارّ ومجرور متعلّق ب {كلوا} {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه {رُزِقْنَا} فعل ماض مبنيّ على السكون ونا فاعل وكم مفعول به الواو عاطفة {اشكروا} مثل كلوا {للّه} جارّ ومجرور متعلّق ب {اشكروا} {إن} حرف شرط جازم {كنتم} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان {إياه} ضمير بارز منفصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به مقدّم {تعبدون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة النداء {يَا أَيُّهَا الذين آمنوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {كلوا} لا محلّ لها جواب النداء استئنافيّة.
وجملة: {رزقناكم} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {اشكروا} لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: {كنتم} {تعبدون} لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إن كنتم إيّاه تعبدون فاشكروا له.

.البلاغة:

1- {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ} الالتفات في ضمير المتكلم إلى الغيبة لتربية المهابة.
وسياق الكلام يقضي أن يقول اشكرونا.
2- التقديم: في تقديم إياه لإفادة الاختصاص. أي واشكروا له لأنكم تخصونه بالعبادة، وتخصيصكم إياه بالعبادة يدل على أنكم تريدون عبادة كاملة تليق بكبريائه.
3- اشتملت الآية على إيجازين جميلين بالحذف، وهما حذف مفعول كلوا، وحذف جواب إن الشرطية أي فاشكروه، وحذف جواب الشرط شائع في كلام العرب.

.[سورة البقرة: آية 173]:

{إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}.

.الإعراب:

{إنّما} كافّة ومكفوفة لا عمل لها {حرّم} فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللّه على حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {حرّم} {الميتة} مفعول به منصوب {الدم} {لحم} اسمان معطوفان على الميتة بحرفي العطف منصوبان مثله {الخنزير} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على الميتة {أهلّ} فعل ماض مبنيّ للمجهول الباء حرف جرّ والهاء في محلّ جرّ والجارّ والمجرور ناب مناب الفاعل {لغير} جارّ ومجرور متعلّق ب {أهلّ} {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الفاء استئنافيّة من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {اضطرّ} فعل ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو {غير} حال منصوبة من نائب الفاعل {باغ} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة الواو عاطفة {لا} زائدة لتأكيد النفي {عاد} معطوفة على باغ مجرور مثله وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة الفاء رابطة لجواب الشرط لا نافية للجنس {إثم} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب {عليه} مثل عليكم متعلّق بمحذوف خبر لا {إنّ} حرف مشبّه بالفعل للتوكيد {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {غفور} خبر إنّ مرفوع {رحيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {حرّم عليكم الميتة} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة: {أهلّ به} لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: {من اضطرّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اضطرّ} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: {لا إثم عليه} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّ اللّه غفور} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

{الميتة} المخفّفة من الميّتة مؤنّث الميّت، صفة مشبّهة باسم الفاعل، والميتة- بالتخفيف- فيه إعلال بالقلب وإعلال بالحذف.
أصله الميوتة زنة فيعلة، اجتمعت الياء والواو في كلمة وجاءت الأولى ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية فأصبحت الميّتة بالتشديد، ثمّ خفّف اللفظ بحذف إحدى الياءين- عين الكلمة- لتدلّ على حصول الموت وتمامه فأصبحت الميتة وزن فيلة.
{الدم} اسم جامد، حذفت لامه وهي الياء أو الواو لغير علّة، ففيه إعلال بالحذف مثنّاه دمان أو دميان، وبعضهم يقول دموان جمعه دماء ودميّ بكسر الميم وضمّ الدال.
{الخنزير} النون فيه أصليّة على التحقيق، وبعضهم يراها زائدة أي مأخوذ من الخزر وهو ضيق العين، وخنزير وزنه فعليل بكسر الفاء وذلك على أنّ النون فيه أصليّة.
{اضطرّ} فيه إبدال تاء الافتعال طاء بعد الضاد وأصله اضترّ، وانظر الآية (126) من هذه السورة.
{باغ} اسم فاعل من بغى يبغي باب ضرب وزنه فاع، وفيه إعلال بالحذف حيث حذفت الياء لمناسبة التنوين لأنه منقوص، وأصله الباغي.
{عاد} اسم فاعل من عدا يعدو، وفيه إعلال بالقلب ثمّ إعلال بالحذف. وأصله العادو بكسر الدال، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فقيل العادي، ثمّ جرى فيه الإعلال بالحذف مجرى باغ، وزنه فاع.
{إثم} مصدر سماعيّ لفعل أثم يأثم باب فرح وزنه فعل بكسر.
الفاء.
{غفور} صفة مشتقّة وزنها فعول بفتح الفاء، هي مبالغة اسم الفاعل من غفر يغفر باب ضرب.

.الفوائد:

1- قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}.
قال الفقهاء إن من يضطر خوفا من الهلاك له أن يأكل من هذه المحرمات بمقدار ما يحول بينه وبين الهلاك وليس له أن يكثر منه بالأكل.
2- {وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} قال الفقهاء: إن الحرمة في تناول هذا الصنف من الطعام تنحصر في حال سماعنا أنه ذكر لدى ذبحه اسم غير اسم اللّه. وعليه فلا يحرم تناول الطعام إذا لم نعلم بماذا أهلّ لدى ذبحه مثلا لأن الأصل في الذبيحة أو أي طعام حلّه، ما لم نسمع أنه ذكر عليه غير اسم اللّه فيحرم.

.[سورة البقرة: آية 174]:

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (174)}.

.الإعراب:

{إنّ} حرف مشبّه بالفعل {الذين} اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ {يكتمون} مضارع مرفوع.. والفاعل هو الواو {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به،، {أنزل} فعل ماض {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {من الكتاب} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول أنزل الواو عاطفة {يشترون} مثل يكتمون الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {يشترون} بتضمينه معنى يستبدلون {ثمنا} مفعول به منصوب {قليلا} نعت ل {ثمنا} منصوب مثله أولاء اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب {ما} نافية {يأكلون} مثل يكتمون في بطون جارّ ومجرور متعلّق ب {يأكلون} بتضمينه معنى يضعون {إلا} أداة حصر {النار} مفعول به منصوب الواو عاطفة {لا} نافية يكلّم مضارع مرفوع وهم ضمير متّصل مفعول به {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {يوم} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {يكلّمهم} {القيامة} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {لا يزكّيهم} مثل لا يكلّمهم الواو عاطفة اللام حرف جرّ وهم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {عذاب} مبتدأ مؤخّر مرفوع {أليم} نعت لعذاب مرفوع مثله.
جملة: {إن الذين يكتمون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يكتمون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أنزل اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {يشترون} لا محلّ لها معطوفة على جملة يكتمون.
وجملة: {أولئك ما يأكلون} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {ما يأكلون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك}.
وجملة: {لا يكلّمهم اللّه في} محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون.
وجملة: {لا يزكّيهم} في محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون.
وجملة: {لهم عذاب} في محلّ رفع معطوفة على جملة ما يأكلون.

.الصرف:

{يشترون} في إعلال بالحذف، حذفت الياء لام الفعل بعد تسكينها لالتقاء الساكنين وزنه يفتعون.
بطون، جمع بطن وهو اسم جامد لجوف كل شيء، وزنه فعل بفتح فسكون.. والأصل في اللفظ أنه مصدر سماعيّ لفعل بطن يبطن باب نصر.. ثم استعمل اسما جامدا.

.البلاغة:

1- {أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ} لأنهم أكلوا ما يتلبس بالنار وهو- الرشا- لكونها عقوبة لها فيكون في الآية استعارة تمثيلية بأن شبه الهيئة الحاصلة من أكلهم ما يتلبس بالنار بالهيئة المنتزعة من- أكلهم النار- من حيث ما يترتب على- أكل- كل منها من تقطع الأمعاء والألم وما يترتب على الآخر، فاستعمل لفظ المشبه به في المشبه.
2- {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ} عبارة عن غضبه العظيم عليهم وتعريض بحرمانهم مما أتيح للمؤمنين من فنون الكرامات السنية والزلفى.

.الفوائد:

1- {ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ}.
هذه الصورة لا تعدّ من الاستثناء لعدم وجود المستثنى منه، ولهذا تكون {إلا} ملغاة ويعرب ما بعدها حسب موقعها من الكلام رفعا ونصبا وجرا على اعتبار أن إلّا غير موجودة وهذا هو الاستثناء المفرغ لأن ما قبل إلّا يفرغ للعمل الاعرابي فيما بعد.
ويجوز التفريغ لجميع المعمولات إلا المفعول معه. والمصدر المؤكد العاملة. وكذا الحال المؤكد العاملة: فلا يقال: سرت إلا والأشجار. إلخ.

.[سورة البقرة: آية 175]:

{أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)}.

.الإعراب:

أولاء اسم إشارة مبتدأ {الذين} اسم موصول خبر {اشتروا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل {الضلالة} مفعول به منصوب {بالهدى} جارّ ومجرور متعلّق ب {اشتروا} بتضمينه معنى استبدلوا وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة {العذاب} مفعول به لفعل محذوف تقديره اشتروا {بالمغفرة} مثل بالهدى ومتعلّق بالفعل المحذوف الفاء استئنافيّة ما تعجّبيّة نكرة تامّة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ، أصبر فعل ماض جامد لإنشاء التعجّب مبنيّ على الفتح وهم ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على ما {على النار} جارّ ومجرور متعلّق بأصبر.
وجمود الفعل غير مانع من التعليق لأنه جمود طارئ.
جملة: {أولئك الذين اشتروا} في محلّ رفع خبر ثان ل {إن}.
وجملة: {اشتروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {اشتروا} المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة اشتروا المذكورة.
وجملة: {ما أصبرهم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أصبرهم} في محلّ رفع خبر ما.

.الصرف:

المغفرة: مصدر ميميّ من غفر يغفر باب ضرب أو مصدر سماعيّ له، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي غفر بفتح فسكون، وغفير بفتح الغين، وغفيرة وغفران بضمّ الغين، وغفور بضمّ الغين والفاء.

.البلاغة:

1- {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا} بالنسبة إلى الدنيا {الضلالة} التي ليست مما يمكن أن يشترى قطعا {بالهدى} الذي ليس من قبيل ما يبذل بمقابلة شيء وإن جل و{العذاب} أي اشتروا بالنظر إلى الآخرة العذاب الذي لا يتوهم كونه مما يشترى {بالمغفرة} التي يتنافس فيها المتنافسون. وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
2- المقابلة: في المطابقة بين الضلالة والهدى وبين العذاب والمغفرة.
والمقابلة فن دقيق المسلك لا يسلكه إلا خبير بأساليب الكلام وإلا كان تكلفا ممقوتا.